في عالم الحكايات التي تنسج خيوطها بين الواقع والخيال، يأتي مثل “لا ناقة لي فيها ولا جمل” ليروي لنا حكايًة تحمل في طياتها دروسًا وعبرًا، تدفعنا للتأمل في تفاصيل الحياة التي قد تبدو بعيدة عن اهتماماتنا، لكنها في النهاية تترك أثرًا لا يُنسى.
ويستخدم هذا المثل عندما يريد الشخص التأكيد على أنه غير معني بقضية ما، سواء كانت نزاعًا أو مشكلة أو قرارًا، وأنه ليس له فيها أي دور أو مسؤولية.
قصة مثل لا ناقة لي فيها ولا جمل
يرجع أصل هذا المثل إلى العصر الجاهلي، ويرتبط بالقصة الشهيرة لمقتل كُليب بن وائل، أحد زعماء العرب الأقوياء، فحين قُتل كُليب على يد جساس بن مرة، اندلعت حرب طويلة بين قبيلتي بكر وتغلب، عُرفت بحرب البسوس، واستمرت لأكثر من أربعين عامًا.
وخلال هذه الحرب كان هناك أفراد من القبائل لا علاقة لهم بالنزاع، لكنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للمشاركة فيه بسبب الروابط القبلية، ومن هنا جاء المثل، حيث قيل على لسان رجل بريء لا علاقة له بالحرب: “لا ناقة لي فيها ولا جمل”، أي أنه لا يمتلك ناقة أو جملًا في هذا الصراع، وبالتالي لا مصلحة له فيه.
استخدام مثل لا ناقة لي فيها ولا جمل
يُستخدم هذا المثل في الحياة اليومية عندما يريد الشخص التأكيد على أنه غير متورط في قضية أو خلاف معين، سواء كان ذلك في مجال العمل، أو الأسرة، أو السياسة، أو أي موقف آخر، كما يعكس هذا المثل موقف الحياد أو عدم الرغبة في التدخل في الأمور التي لا تخص الشخص.
دلالات المثل في المجتمع
- الحياد وتجنب النزاعات: يدل المثل على رغبة الإنسان في الابتعاد عن المشاكل التي لا تعنيه.
- التأكيد على البراءة: يُستخدم أحيانًا عندما يُتهم شخص زورًا بأنه متورط في أمر معين.
- الواقعية والمنطق: يعكس فهم الإنسان لحقيقة الأمور، حيث يدرك أنه لا جدوى من التورط في ما لا يعنيه.
يظل هذا المثل العربي القديم حاضرًا في الثقافة العربية، حيث يستخدمه الناس في مواقف عديدة للتعبير عن عدم انخراطهم في قضية لا تخصهم، ويُعدّ من الأمثال التي تعكس حكمة العرب في التعبير عن مواقفهم بأسلوب موجز لكنه معبر وقوي.
وفي السطور السابقة، قد رصدنا لكم موقع “تك نيوز” قصة واستخدام مثل لا ناقة لي فيها ولا جـمل.
التعليقات مغلقة.